نقص الخدمات وتزايد الضحايا.. المستشفيات السودانية تواجه انهياراً وسط الحرب

نقص الخدمات وتزايد الضحايا.. المستشفيات السودانية تواجه انهياراً وسط الحرب

مع استمرار الحرب في السودان على مدار عام ونصف، يتزايد الانهيار في القطاع الصحي بشكل خطير، مما أدى إلى كارثة إنسانية وصفها المراقبون بأنها واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في إفريقيا. 

وسلط تقرير للإذاعة الوطنية العامة الأمريكية "إن بي آر" السبت، الضوء على التدهور المستمر في الخدمات الطبية في السودان، حيث أودت المعارك بحياة نحو 150 ألف شخص، وشردت ما يقارب 12 مليون آخرين. وفق تقديرات الأمم المتحدة.

انهيار النظام الصحي

أفاد الدكتور جمال محمد، وهو طبيب يعمل في مستشفى النعمان في منطقة أم درمان، وفقا لما أورده موقع قناة الحرة السبت بأن الحرب تسببت في نزوح عائلته إلى مصر، بينما اضطر هو للعمل في ظروف قاسية دون راتب منذ بداية الحرب. ويقول محمد إن مستشفى النعمان، الذي تعرض للقصف خمس مرات على الأقل، أصبح مستهدفًا بشكل متعمد، ما يُعتبر جريمة حرب. ويعالج المستشفى يوميًا أعدادًا متزايدة من الجرحى، في ظل نقص حاد في الإمدادات الطبية والكوادر التي يعانيها القطاع الصحي.

نقص المرافق والإمدادات

كانت أم درمان تمتلك العديد من المراكز الطبية قبل اندلاع الحرب، إلا أن معظمها أغلقت بسبب نقص الإمدادات أو تمويل الكوادر، أو تعرضت للتدمير، أما اليوم، فلا يوجد سوى سبعة مراكز طبية تعمل في المنطقة، ويعتبر مستشفى النعمان واحدًا من أبرزها.

 يصف التقرير ممرات المستشفى بأنها مكتظة بالمرضى وجثث الضحايا، في حين تسود حالة من الحزن بين عائلات المصابين الذين ينتظرون أخبار أحبائهم.

أزمة بعيدًا عن أعين المجتمع الدولي

وحذر المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، من خطورة الأوضاع في السودان، ووصفها بأنها "يائسة"، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي لا يُلقي اهتمامًا كافيًا بهذه الأزمة بسبب الانشغال بأزمات أخرى مثل أوكرانيا وغزة. وأوضح غراندي أن أكثر من 10 ملايين شخص نزحوا داخل السودان، فيما لجأ أكثر من مليوني سوداني إلى دول أخرى منذ بدء الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.

تحديات إنسانية 

ويظهر التقرير المصور الذي نشرته "إن بي آر" بوضوح حجم المأساة، حيث نقل صورًا مؤلمة للضحايا الذين يعانون من إصابات جسيمة جراء القصف والاعتداءات من الأطراف المتصارعة، وأصبح الوضع الصحي في السودان كارثيًا مع استمرار المعارك، وهو ما دفع المنظمات الإنسانية إلى دعوة المجتمع الدولي لتقديم الدعم العاجل لتجنب انهيار شامل للقطاع الصحي، وتقديم المساعدات الضرورية من الغذاء والدواء والمأوى للعائلات المتضررة.

ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد أكثر من 10 ملايين سوداني لجأ من بينهم أكثر من مليون شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.

وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.

كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية